موسى معرفي: لن تخطفوا عقلي.. سأشارك

التعقل والاحتكام الى المنطق والقانون أمران محمودان، وكل رأي صواب يحتمل الخطأ، كما ان اي خطأ يحتمل الصواب. اما التطرف والحماس وفرض رأي معين والوصاية والسيطرة على الرأي الآخر فهي خطأ جسيم ومرفوض.
ان من الواجب الديني ان نتجنب الخصومة والصراع فيما بيننا على اساس الاختلاف في الرأي، لكي لا ينقلب ذلك الى خلاف لا تحمد عقباه. لذا على الجميع الانفتاح على رأي الاخرين وخلق أجواء الود والاحترام وتجنب الاستفزازات والاساءات والصدام، ذلك ان الاختلاف في الرأي ظاهرة طبيعية بين البشر منذ ان خلق الله تعالى الانسان على هذه الارض.

حينما نكتب حول هذا الموضوع فإننا ننطلق من مبادئ الحرية في الرأي التي كفلتها لنا الشرائع السماوية والدستور الكويتي.

نشهد اليوم حراكا سياسيا واختلافا في الرأي حول مرسوم الضرورة المتعلق بالصوت الواحد، حديث اكد الخبراء الدستوريون أن ذلك من حق سمو الامير حفظه الله بموجب المادة 71 من الدستور، كما تؤكد ايضا في ضمن نصوصها آليات رفضه بدلا من الخروج للشارع ومقاطعة الانتخابات بالإرهاب الفكري من قبل من يحلو لهم بأن يسموا انفسهم بالأغلبية المعارضة.

حالتنا اليوم هي نتيجة لأخطاء تراكمت على مر السنين من قبل حكومات تقاعست بحق الوطن منذ صدور الدستور، الذي لم يؤمن به البعض، وعملت على تخريب مسيرتنا الديموقراطية بهذه الممارسات التخريبية التي نعيشها اليوم.

الركادة مطلوبة في ظل هذه الظروف التي نعيشها اليوم لنعبر القادم من الايام، فلتهدأ النفوس وتحتكم العقول الى المنطق ونضع مصلحة الوطن العليا فوق المصالح الشخصية.

عجبي لأولئك الذين يختزلون الوطنية لانفسهم ويتناسون وطنية اولئك الرجال الذين بنوا الكويت عبر تاريخها بمساهماتهم الوطنية في شتى الميادين.

ايها الاخوة، الوطنية لا تنحصر في العمل السياسي بل تتعداه الى التفاني في سبيل الوطن بالتخلي عن المصلحة الشخصية، والايثار في سبيل الوطن في اعمالنا في شتى الميادين، واولها عدم الاخلال بالقانون والمحافظة والالتزام به مهما كلف ذلك اي فرد منا في سبيل المصلحة العامة للمجتمع.

لذا، فالتسامي فوق الجراح امر محمود ومطلوب، كما ان التفرد في الرأي والتسلط على الرأي الاخر والقيام باعمال تخالف الآداب والتعدي على الآخرين والتعرض للناخبين يوم الانتخاب امور يعاقب عليها القانون، فلن نسمح لأي كان ان يسلب منا حق المشاركة ويفرض رأيه على الآخر، كما اننا في المقابل نحترم رأي الآخرين بعدم المشاركة والمقاطعة. فلا سلب لأي طرف لإرادة الطرف الآخر ولا تسلط ولا تعرض لطرف على الطرف الآخر لنعبر بسفينة الخير الى بر الامن والامان بحب وود واحترام لنحقق الخير لوطننا.

وبالله نستعين وبمبادئ الدستور نلتزم وبمصداقية الاخلاق فيما بيننا نتحلى، رافضين الاساءة والقطيعة اللتين ينهى عنهما الدين.

موسى معرفي

mousamarafi@hotmail.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.